General

First sunday of Lent

«التّحدّي في برّيّة الحياة»

الأسبوع الأوّل من الزّمن الأربعيني: لوقا ٤: ١-١٣

النص الأول من الصوم الأربعينيّ يبدأ بإظهار يسوع، بعد معموديته، وهو مدفوع من الرّوح إلى البريّة. إنّه نفس الطريق التي سلكها شعب إسرائيل وهو يغادر مصر، عبر الصحراء والمياه؛ وكان الله حاضرًا معه سواءً في النّهار أو في الليل.

يمكننا أن نفهم البرّيّة من زاويتين: كواقع ماديٍّ ملموس يبحث عنه النّاس أو كحقيقة روحيّة من حقائق الحياة قادرة على جذب أي شخص بشكل مكثف نحو الله.

أثناء هذا الزّمن الطّقسي الّذي يعدّنا إلى عيد الفصح، نحن مدعوّون إلى أن نعيد رحلة الحياة في البرّيّة سواءً كانت في شكل برّيّة روحيّة أو في شكل واقعٍ ملموس وارد بصفة يوميّة. لقد قابل يسوع الكثير من الصّعاب، فقد جرّبه إبليس وألهمه الرّوح. وفي حياتنا اليوميّة علينا أن نواجه مواقف شبيهة مرتبطة بقوى هائلة، منها ما يسلك سبيل الخير ومنها ما يسلك سبيل الشرّ. نحن نواجه يوميًّا هذه المواقف الّتي تتطلّب منا إجابةً…تقتضي منا بدورنا أن نختار إمّا أن نرتبط بأحدهما وإمّا بالآخر.

إنّ فهم طريق معلّمنا يسوع يساعدنا بالتأكيد على التّعامل مع واقعنا الشّخصي كخدامٍ لله. في هذا النص المأخوذ من إنجيل لوقا، يذكرنا يسوع بثلاث لحظات حيوية ترتبط بما اختبره شعب إسرائيل وهو في طريقه إلى «أرض الميعاد» وترتبط كذلك بنا إذ إنّها، في الوقت ذاته، أساسيّة في مسيرتنا الشخصيّة نحو الآب.

الكلمة الأولى هي «لا يَحْيا الإِنْسان بالخُبزِ وَحدَه ، بل بِكُلِّ ما يَخرُجُ مِن فَمِ الرَّبِّ“ (تث ٨ : ٣).إنّ معرفة الكتاب المقدّسة أساسيّة في عملية التمييز. فبها تشعر أنّك تمشي في النور. لذلك „فإنّ روحانيّتنا مبنيّة على الدراسة المستمرة لكلمة الله،“ (وثيقة المجمع العامّ ٢٠١٠، ص ٨).

في رحلة الحياة، تظهر الأصنام تحت أشكال كثيرة ! فكم من مرّة انجذبنا نحو توافه الأمور وكم من مرّة أحنينا ركبنا أمام أشياء لا نفع من ورائها! الكلمة الثانية تُخبِرُنا أنه هو إلهنا.«إِيَّاه وحدَه تعبُدُ » (تث ٦ :١٣). وهذا يدل على أهمية أن يكون القلب غير منقسم وأن يكون واحِدًا معه.

وأخيرا، يذكرنا يسوع بأنّه علينا «ألا نُجرّب الربّ الإله» قائلين «هَلِ الرَّبُّ في وَسْطِنا أَم لا؟ ». (تث ٦ :١٦- خر ١٧ :٧) واليوم ربّما نجد أنفسنا مدفوعين نحو التّجربة نظرًا لأنّ الحياة توفّر لنا كلّ شيءٍ فنتساءل هل نحن في حاجة إلى الله ؟

 لذلك فكما كانت هذه النقاط الثلاث ضروريّة لإسرائيل، كذلك فإنّها ضروريةٌ لأيّ مسيحيٍّ ملتزمٍ نظرًا لكونه تلميذاً ليسوع، الّذي كان «مدفوعًا» من الروح.

CLTeam