In sion firmata sum

في صهيون جعلْتُ لي مقرًّا

"In sion firmata sum"في سفر يشوع بن سيراخ ٢٤: ١٠ تعتبر صهيون التّلّ المبنيّ عليه هيكل أورشليم، المكان الذي
اختاره السّيّد الرّبّ ليكون حاضرًا وسط شعب الله  وهذا هو المعنى الّذي أُعْطِي مرّاتٍ عديدةً في سفرالمكابيّين ٤: ٣٧؛ ٥: ٥٤؛ ١٠: ١٠-١٣.  كانت صهيون في الأصل اسم حصن استولَي عليه داود (٢ صم ٥: ٩). كان في الجزء العلوي الشّمالي المدعو اليوم «أُوفِل». وما أنْ استولَى داود عليها، حتّى صار اسمها «مدينة داود». في زمن ابن سيراخ وزمن كاتِب سفر المكابيّين الأوّل، فإنّ اسم «صهيون» كان يُطْلَق على جزءٍ يقع قليلاً إلى الشّمال  وكان يشير إلى التلّ الذي بنى سليمان الهيكل عليه. وفي زمن كاتِب سِفْر المكابيّين، فإنّ اسم «مدينة داود» قد نقل موقعَه (١ مكابيّين ١: ٣٣) ثم صارَت،حَسب البعض، تُطلَق على الصخرة البارزة على الجزء الغربي من ساحة الهيكل خلف الوادي. وطوال قرون عديدة وحتّى اليوم، فإنّ الاسمَين يقعان في الغرب. قلعة داود تعتبر الجزء المتبقّي من حصن اليبوسيّين الذي أطلق عليه اسم «مدينة داود»، ويقع بالقرب من باب الخليل في حين إن لفظة «صهيون» أو «جبل صهيون» فهي قد أُطْلِقَت على الأقل من القرن الرابع الميلادي على التّلّ الواقع في جنوب غرب المدينة القديمة الحاليّة حيث يوجد ما تبقّى من علّيّة صهيون. ويعود جانب من سوره الخارجيّ إلى القرن الأوّل الميلاديّ

مريم ابنة صهيون

مريم بكل وضوح تعتبر ابنة صهيون حسب رواية البشارةفالسّلام الملائكيّ «السّلامMary عليك، أيّتها الممتلئة نعمةً، الرّبّ معك»  لما جاء في صفنيا ٣: ٥-١٧. وحسب رواية زيارة العذراء إلى نسيبتها أليصابات (لوقا ١: ٣٩-٥٦) فإنّ مريم ترمز إلى الهيكل كما تشير إلى الحضور الإلهيّ في تابوت العهد وقد استلهم لوقا هذه الأفكار من رواية صعود تابوت العهد إل أورشليم (٢ صم ٦: ١-١٩) وترمز مريم كذلك إلى صهيون من خلال حضورها في علّيّة صهيون  وإذا كانت سيناء تعتبر الجبل الذي كشف الله فيه وحيه الخاصّ إلى إسرائيل وتعتبر صهيون بالنسبة للأنبياء مثل جبل نهاية العالم جبل ذي دعوة لكلّ البشريّة إذ هو مكان ستجتمع فيه كل الأمم وحيث ستُعطَي التوراة لكل الشّعوب (إشعيا ٢؛ إشعيا ٢٥؛ إشعيا ٦٠؛ الخ …) وفي الآن ذاته، فإنّ إعلانَ الخبر السّار إلى العالم أجمع،بقوةّ الرّوح القدس سينطلق من العلّيّة، ذلك المكان الّذي كانت جماعة الرّسل الصغيرة ملتفّة حول مريم الّتي تمثّل شعب إسرائيل. إننا في حاجة إلى الجَبَلَين كليهما فوجود أحدهما لا يُغْنِي عن الآخر. فهما يكشفان عن مراحل ضروريّة في تاريخ كشف الله عن ذاته فهو يرافق التّاريخ البشريّ بحضوره الحبيب ولا يكف عن مفاجئتنا عبر أخباره الجديدة الأبديّة.

الأخت آنْ كاترين من راهبات نوتردام دي سيون