يوم ٣٠ يونيو، وفاء، و«جوزيا» (متطوعة بولنديّة) ذهبنا إلى البربا لمدة ٦ أسابيع من الأنشطة الرسولية في القرية. وكان وجود «جوزيّا» عطيّة حقيقية بالنسبة لنا وللقرية. كل واحدة منا كان لها نشاطها الخاص: قامت «جوزيا» بأعمالٍ فنية مع الأطفال في نادي الأولاد الصّيفيّ في الحديقة وفي دورات التعليم المسيحي. وفاء قامت ببعض مهارات الخياطة الّتي تعلمتها في عملها خلال السنتين الأخيرتين في الإسكندرية والقاهرة وشارك أيضا في دورات التعليم المسيحي. كان جزء من دوري تنظيم أنشطة «جوزيا»(تحضير ما يلزمها من أشياء، والجداول، وتقسيم المجموعات، وتحديد المساعدين، الخ). عادة 3 منا كنّ حاضرات أثناء الأنشطة لمساعدة معلمي التّعليم المسيحي والأطفال عند الحاجة. كانت فرصة رائعة بالنسبة لي للتعرف على جيل جديد من الأطفال والعمل مع معلمي التّعليم المسيحي الذين كانوا أطفالا عندما غادرت البربا في عام ٢٠٠٤ ! نشاط آخر قامت به «جوزيا» يكمن في تدريس بعض الرقصات لمجموعة من الفتيات، في سن المدرسة الثانوية وما فوق. قررنا مع الفتيات أن نطلق على هذه الرّقصات «موسيقى مع الحركة» لتجنب الدلالات السلبية لكلمة «رقص“ باللغة العربية! وافقت الفتيات على هذا الاقتراح ! كان الهدف الرئيسي زيارات العائلات، وهذا ما فعلناه في بعض الأحيان نحن الثلاث معا أو في كثير من الأحيان «جوزيا» و أنا. بالطبع سأل كثير من الناس عن جوليانا ومتى سوف تعود! كان هناك سؤال شائع آخر عما إذا كانت «جوزيا» راهبةً، أو أذا كانت في طريق تكوينها نحو الرّهبنة؟  أو أذا كانت في طريق تكوينها نحو الرّهبنة؟ أو إذا كانت ابنة أخي أو أختي؟«جوزيا» اعتادت على هذه الأسئلة وعلى مداعبتنا لها بخصوص فضول الناس عنها وكانت قادرة على سماع كل هذا بشيء من السّخرية. خلال فترتنا في البربا، شاركنا الصدمة والحزن اللّذين ألمّا برعيّة قرية «الفقاعي» المجاورة التي فقدت ١١ شابا في حادث الغرق خلال رحلة إلى البحر الأحمر. ونظرًا لأنّ إحدى الفتيات اللّواتي لقينَ حتفهنّ لها أقارب في البربا فإنّ المأساة صارت أقرب لنا. لقد كان هذا الصّيف حارًا بشكل غير عادي، مع انقطاع متكرّر للكهرباء والمياه الانترنت. ولكن على الرغم من كل هذه التحديّات كان إقامتنا حقا مباركة، ومثمرة، ومليئة بالبهجة. الحمد لله !

Sr. Darlene De Mong, NDS